طعام تقليدي في أباريق شاي... طاه يحافظ على التراث الأفغاني

13:58
20-06-2023
طعام تقليدي في أباريق شاي... طاه يحافظ على التراث الأفغاني

يوزّع وحيد، الذي يُعَدّ أحد آخر الطهاة الذين يتقنون تحضير طبق "شيناكي" الأفغاني التقليدي المؤلّف من قطع اللحم ودهن الخروف، داخل نحو مئتي إبريق شاي متنوّع ستُطهى فيها المكوّنات على نار هادئة لساعات داخل مطبخ مطعمه في العاصمة كابول.

ويبدأ وحيد بتحضير الأطباق منذ الفجر، مستخدماً فرناً ترابياً يوزّع فوقه أباريق الشاي ذات الأطراف المتكسرة، ويتحقّق من أنّه وضع داخل كل إبريق الكميات الصحيحة من اللحم والدهن، والتي تختلف بحسب ذوق الزبائن.
ويقول وحيد (45 عاماً) الذي يستطيع تحضير الوصفة لكل زبون استناداً إلى ذوقه بفضل العدد الكبير من الأباريق "لم أضف أي زيت نباتي، ولا يحوي الطبق سوى لحم ودهن الخروف".
ويرشّ الطاهي كمية من الملح فوق كل طبق ثم يضيف العدس ويسكب صلصة الطماطم فوقها. وبعد الانتهاء من وضع كل هذه المكوّنات، يغطّي الأباريق ويشعل النار تحتها لتبدأ بالغليان على نار هادئة.
ويقول وحيد إنّ الوصفة هي نفسها منذ أكثر من 60 عاماً، فوالده نقلها إلي، بعد أن ورثها بدوره من جدّه، مضيفاً أنه لم يغيّر أي تفصيل فيها. ومؤكداً أنه سيواصل العمل ما دام قادراً، لأنه بمثابة ذكرى من والده.
وسرعان ما يصبح المطبخ المتواضع حارّاً وعابقاً برائحة اللحم الممزوجة مع رائحة الفحم.
وبعد خمس ساعات من الطهي ومراقبة الأطباق من قرب وإضافة التوابل، ينتهي تحضير الـ"شيناكي"، ويصبح بإمكان الزبائن الذين يتّخذون وضعية القرفصاء جالسين حول الأطباق أو على كرسي أمام إحدى الطاولات، أن يستمتعوا بالطبق الذي يبلغ سعره 200 أفغاني (2,33 دولار).
ويثني زبائن المطعم على الطبق الذي استوحي اسمه من كلمة "شيناك"، أي إبريق الشاي بلهجات أفغانية عدة.
والطاهي هو الوحيد في عائلته الذي يُدرك تفاصيل المكونات التي جعلت طبقه يحظى بشهرة ودفعت نجوماً كثيرين في المجال التلفزيوني والسياسي إلى تذوقه، فضلاً عن السياح الأجانب الذين يمرّون عبر العاصمة الأفغانية.
ووحيد الذي ترك المدرسة بعد المرحلة الابتدائية، بدأ منذ أن كان في الثالثة عشر يتدرّب في مطاعم والده التي تعرّف فيها إلى أسرار هذه الوصفة التي يحتفظ بها بعناية.
وعقب وفاة والده، تولّى بصورة تامة زمام الأمور وكان يبلغ آنذاك الخامسة والعشرين. وقد يكون وحيد آخر أفراد العائلة الذين يحافظون على هذا التقليد، إذ من بين أبنائه العشرة، ليس متوقّعاً أن يرث أحد هذا العمل.
وبالكاد يحظى وحيد بوقت لتناول طبق من "شيناكي" الذي يأكله يومياً، لأنه يتعيّن عليه العودة إلى تقطيع كيلوغرامات من اللحوم التي ستُطهى في اليوم التالي داخل أباريق الشاي.

المصدر: info3

https://info3.com/?news=114580&text=long&lang=5