"دمشق-حلب": فيلم نقَل الألم بنفحة أمل عبر الميلودراما السينمائية مع دريد لحّام!

13:35
28-02-2019
أميرة عباس
"دمشق-حلب": فيلم نقَل الألم بنفحة أمل عبر الميلودراما السينمائية مع دريد لحّام!

أُقيم أمس العرض الخاص بالفيلم السوري "دمشق-حلب" في سينما سيتي داخل أسواق بيروت على أن يُطرح رسمياً في دور العرْض السينمائية اللبنانية إبتداءاً من اليوم. وقبل عرض الفيلم، أُقيمت فعاليّات السجادة الحمراء بحضور فريق عمل الفيلم وصنّاعه، على رأسهم الممثل السوري القدير دريد لحّام، فضلاً عن الممثلتيْن: القديرة صباح الجزائري، والمتألقة كندة حنّا، ومخرج العمل باسل الخطيب، إلى جانب نخبة من أهل الفن والصحافة والإعلام.

بعدها تمّ عرض فيلم "دمشق-حلب" (إنتاج المؤسسة العامة للسينما) الذي أعاد الممثل القدير دريد لحّام إلى الشاشة الذهبية بعد غياب، وفي هذا العمل يُجسِّد لحّام شخصية إذاعي شهير ومخضرم يقطن في دمشق ويُحاول لقاء إبنته المتواجدة في حلب بالرغم من ظروف السفر الصعبة بسبب الأوضاع الأمنية في سوريا، ليُعالج الفيلم عبر هذه القصة المحورية عدة قصص فرعية تصبّ في فكرةٍ هدفها الإلتحام والإنصهار بين أفراد المجتمع الواحد مع تجلّي المبادئ الإنسانية بعيداً عن الإعتبارات السياسية التي قد تُفرّق بين الناس لتبقى الإنسانية وحدها التي تجمع بينهم، وهذا ما نستشفه جليّاً مع المشاهِد الدرامية التي تحمل معاني رمزية وذلك خلال رحلة الإنتقال من دمشق إلى حلب عبر باصٍ يُقِلّ العديد من الأفراد المختلفين من جميع النواحي، لكن نصل في الختام إلى رسالة مفادها أنّ الإختلاف لا يولّد خلاف إنّما تجمع المصائب هؤلاء الأشخاص الذين يتعرّضون للكثير من المواقف الصعبة خلال رحلتهم الطويلة، وهذا ما يعكس حال المجتمع ككل في ظل "سرطان الحرب" وتبعاتها من تشرذمات إجتماعية.

كما لا يُمكننا الحديث عن هذا الفيلم بعد مشاهدتِه دون التوقُّف عند مشهد النهاية حيث صدمتنا الممثلة كندة حنّا بأداء أكثر من رائع إذ أخرجت من صميم قلبها ألم كل إنسان عاش مرارة الحرب وشعر بالأسى نتيجة فراق الأحبّة، وهذا ما تجسَّد جلياً في مشهد لقائها بوالدها أي الممثل القدير دريد لحام.

من جهة أخرى، إعتمد الفيلم على الميلودراما حيث يتأثّر المُشاهِد بالميلودي التي يُقدِّمها الفيلم إن كان لناحية الموسيقى التصويرية التي وضعها الفنان سمير كويفاتي أو لناحية الأغنيات بأصوات بعض شخصيات العمل، إذ أنّه كلّما وصلنا إلى ذروة الأحداث تستفيق مشاعرنا مع هذا التأثير الميلودرامي. إلى جانب ذلك، لم يبخل الفيلم على المُشاهِد من الإستمتاع بنفحة الكوميديا التي لطالما رافقت أعمال لحّام حتى في المشاهِد القاسية –إن جاز التعبير- كما أنّ الفيلم عالج بعض القضايا الجانبية حيث سلّط الضوء على تلاقي الأجيال، الإنغماس في ظاهرة مواقع التواصل الإجتماعي، ضرورة التمسّك باللغة العربية، الإعلام الحديث إلخ ...

أيضاً لا بد من التعقيب على العديد من الجوانب، بداية لا شكّ في أنّ الممثل القدير دريد لحّام دوماً ما ينتقي أعماله بعناية شديدة ودقيقة ليأتي فيلم "دمشق- حلب" بقصة إجتماعية جذبت لحّام لتقديمها مع فريق عمل محترف على رأسهم المخرج باسل الخطيب، فنرى هذا الفيلم قد إحترم التاريخ العريق لمسيرة دريد لحام حيث كُتب في جنريك النهاية عبارة "إلى دريد لحام". كما أنّ البطل ونجوم العمل إستطاعوا أن يُجسّدوا دور أفراد حقيقيّين من مجتمعاتنا العربية عامة والمجتمع السوري خاصة، وكأنّ أبطال "دمشق-حلب" هُم لسان حالنا حيث عكس العمل الواقِع الذي نعيشه عبر فيلم إستثنائي من جميع النواحي!