أما الجديد في هذا النوع من الأعمال الدرامية فهو "التصعيد" الذي تقوم به العائلات بسبب الخلافات حتى لو وصل الأمر بها في اللجوء إلى القضاء لفض هذه النزاعات دون إحترام صلة القربى أو الرحم. في تفاصيل الحلقات، تنطلق أحداث مسلسل "حرب أهلية" ببطء في حلقاته الأولى قبل أن تصل إلى ذروتها مع توالي الحلقات، ففي بادئ الأمر، يرى المُشاهِد خلاف د. مريم (يسرا) مع طليقها عزيز وهذا ما تسبّب بكره إبنتها لها (جميلة عوض) لكن الأخيرة تكتشف خيانة "نادين" (سينتيا خليفة) أي زوجة أبيها له ما يؤدّي إلى وفاته، وهذا ما يوطّد علاقة البطلة بإبنتها بعد جفاء لسنوات طويلة، في المقلب الآخر، تكتشف البطلة حقيقة زوجها د. يوسف (باسل خياط) الذي يوهمها بأنّها مريضة بسرطان المخ من أجل الإستيلاء على ممتلكاتها عبر قيامها بتوكيل عام له، لكن حيلة كبرى تقوم بها مريم بالإتفاق مع صديقتها (أروى جودة) التي تلعب دور زوجة يوسف حيث تتفق الصديقتان على تقديم شكوى ضد يوسف أمام النيابة العامة بسبب معاناته من الوسواس القهري وترفع قضية خلع ضده. كل هذه المشاكل العائلية المتشابكة، تتصدّى لها شخصيات العمل لتصعيدها تارة في أحداث تشويقية وتارة أخرى بمَشاهِد تتّسم بالملل وتطويل الأحداث الدرامية.

بناءً عليه، ورغم أنّ تناول المشاكل العائلية أتى بصورة جديدة في مسلسل "حرب أهلية" إلا أنّ يسرا لم تُقدّم جديداً، فممّا لا شكّ فيه أنّ يسرا هي ممثلة مخضرمة ومبدعة لكنها تُكرّر نفسها مؤخراً، إذ أنها في الموسم الرمضاني المنصرم قدّمت مسلسل "خيانة عهد" الذي تمحور حول الخلافات العائلية أيضاً وتُقدّم يسرا اليوم مسلسلاً متشابهاً معه في تيمته الدرامية. وإن أردنا تبرير ذلك بالقول أنّ سن الممثلة في عالمنا العربي يحصرها في نوع معين من الأعمال الدرامية، فلا بد هنا من المطالبة بتقديم نصوص درامية تليق بسن ممثلاتنا دون الوقوع في فخ التكرار، ويمكننا أن نعطي مثالاً هنا عن بعض المسلسلات التي قدّمتها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة دون تكرار نفسها ونذكر مسلسل "ضمير أبلة حكمت" و"وجه القمر"، فهل ستُقدّم يسرا في الموسم القادم مسلسلاً تبتعد فيه عن تيمة الخلافات العائلية وهي التي أصرّت دوماً على حمل راية القضايا الإجتماعية في أعمالها؟!