كارمن لبّس "أداؤُكِ يُدرَّس"...."بالقلب"!

12:00
20-05-2020
أميرة عباس
كارمن لبّس "أداؤُكِ يُدرَّس"...."بالقلب"!

في جلساتنا الخاصة كصحافيّين لبنانيّين، نتسامر الأحاديث بين بعضنا البعض ونضع على طاولة نقاشنا جدالاً واسعاً حول هذا العمل الدرامي أو ذاك، وزمرة منّا -بعيداً عن "المطبّلاتيّي"- سئِمنا ونحن نؤكّد على أنّ ساحتنا الدرامية المحلية تتمتّع بكوادر فنية وممثلات لبنانيات "بينشاف الحال فيهن" بعيداً عمّا نُصدِّره عربياً على أنّ الممثلة اللبنانية محصورة فقط بشكلها الخارجي وجمالها، لكن ولأنّ للمنتج كلمته وللسوق لغته لا يُوكل دور البطولة الأولى لِممثلة لبنانية إلّا بمعايير فنية – تجارية، بإستثناء القليل من اللواتي تستحق البطولة. ومن الأمثلة البارزة حول الممثلات اللبنانيات اللواتي تتمتّعن بإحترافية عالية في الإعداد التمثيلي للشخصيات الدرامية بعيداً عمّا يُعرف بالبطولة الأولى أو البطل الأوْحد، نذكر الممثلة كارمن لبّس التي تطل علينا في هذا الموسم الرمضاني عبر مسلسل "بالقلب".

إستطاع المسلسل اللبناني "بالقلب" إمتلاك عناصر جمّة تخوّله حمل راية تحقيق النقلة النوعية للدراما اللبنانية في الموسم الرمضاني الحالي، وهذا ما سنُفصّله في مقال لاحق، أما ما نود تسليط الضوء عليه فيما نكتبه هنا فهو شخصية "فريال" التي تُقدّمها الممثلة اللبنانية كارمن لبّس، إذ تُحقّق من خلال هذا الدور نجاحاً إستثنائياً جعلها حديث الساعة عبر تويتر بعد عرض كل حلقة حتى وصفها الجمهور بأنها "أيقونة الدراما اللبنانية".

إستطاعت لبّس أن تُقدّم من خلال "فريال" عدّة أوجه نسائية داخل أنثى واحدة، فهي "العمّة" التي تُثبِت بأنّ الأم هي التي تُربّي وليست فقط مَن تُنجب، وتجلّى ذلك في المشهد الذي تصرخ فيه بوجه إبنة شقيقها (الذي تبيّن لاحقاً أنّها من نسل أب آخر) حين قالت لها "ما تتركيني عم تقتليني يا بنتي"، لم تقل جُملتها بأسلوب تمثيلي إنّما عاشت اللحظة بكل آلامها وجعلتنا نشعر بحرقة قلب "العمّة/ الأم"!

أيضاً فريال هي المرأة التي أحبّت وخُدعت من حبيب الماضي، لكنها وقفت بجانبه أثناء مرضه لواجبها العاطفي والإنساني معاً، وكلّما ضعفت أمامه ناجت ربّها في صلاتها كي تبقى ملتزمة بروادعها الأخلاقية والدينية وتتجنّب إرتكاب الخطيئة.

كل هذه الأوجه لِشخصية فريال، قدّمتها الممثلة كارمن لبّس بأسلوب قادر على إقناعنا بحقيقته وواقعيته دون "فزلكة"، حتى أنها كرّست لغة جسدها في جميع المَشاهِد بالأخص طريقة "الشهيق والزفير" ونظرات عينيْها حينما يتطلّب منها المشهد تجسيد التوتّر والإنفعال الدرامي... لذلك، كارمن لبّس "أداؤُكِ يُدرَّس"...."بالقلب"!