رمضان 2019 وجّه إنذاراً بتراجع مشهديّة الصدارة للدراما المصرية بإستثناء بعض الأعمال!

10:00
06-06-2019
أميرة عباس
رمضان 2019 وجّه إنذاراً بتراجع مشهديّة الصدارة للدراما المصرية بإستثناء بعض الأعمال!

بالرغم من أنّ الدراما التلفزيونية المصرية كانت الأبرز على مدار سنوات وعقود خلال المواسم الرمضانية وخارجه متضمّنةً الفترات التي شهدت فيها منافسة قوية مع الدراما السورية، إلّا أنّ الموسم الرمضاني لعام 2019 أظهر مدى تراجع الدراما المصرية ... للأسف!

لطالما كانت عيون الجماهير تتّجه نحو الدراما المصرية ونجومها لكن في السِّباق الرمضاني لعام 2019، أتت الدراما السورية واللبنانية المشتركة، والسورية البحت في صدارة المشهد الدرامي للموسم المذكور، مع تقدّم وتطوّر ملحوظ للدراما اللبنانية المحلية.

هذا الوضع تشهد عليه العديد من المعايير بين نسبة المُشاهَدات العربية بشكل عام ومدى تفاعل الجمهور العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع المسلسلات، لكن هذا لا يلغي نجاح بعض المسلسلات المصرية رغم أنّها تُعَدّ على أصابع اليد الواحدة، وأبرز تلك المسلسلات بإجماع الآراء بين النقاد والجمهور هي: "ولد الغلابة" (بطولة أحمد السقا، تأليف أيمن سلامة، إخراج محمد سامي، وإنتاج الصبّاح إخوان)، زي الشمس (بطولة دينا الشربيني، تأليف مريم نعوم، إخراج كاملة أبو ذكري وسامح عبد العزيز، إنتاج إيغل فيلم)، قابيل (بطولة محمد مدوح، أمينة خليل، تأليف ورشة كتابة، إخراج كريم الشناوي). أما أسوأ المسلسلات المصرية في هذا الموسم نذكر منها: "البرنسيسة بيسة"(بطولة مي عز الدين، تأليف مصطفى عمر وفاروق هاشم، إخراج أكرم فريد)، "سوبر ميرو"(بطولة إيمي سمير غانم، تأليف محمد المحمدي وأحمد محيي، إخراج وليد الحلفاوي).
كما لا يغفل على أحد أنّ ثمّة نجوم لم يُحقّقوا النجاح الباهر والإنتشار العربي الذي إعتدناه عليهم ومنهم: محمد رمضان في "زلزال"، غادة عبد الرازق في "حدوتة مُرّة" وياسر جلال في "لمس أكتاف".
مع ذلك، برزت أسماء لممثلين قاموا بأدوار ليست كبطولة أولى مطلقة (بطولة جماعية، أو أدوار ثانوية) لكنهم حقّقوا نجاحاً كبيراً وأشادت معظم الآراء بإتقانهم تجسيد أدوارهم، ونذكر منهم: محمد ممدوح، أمينة خليل، دينا الشربيني، فتحي عبد الوهاب، حنان مطاوع.

أما لو أردنا البحث في الأسباب الكامنة وراء تراجع الدراما المصرية على الصعيد الجماهيري العربي، فسنجد أنّ هناك العديد من العوامل المسبّبة لذلك أبرزها تدخّل بعض الجهات السيادية في صناعة الدراما حتى أنّ معظم النصوص الدرامية المصرية باتت مقيّدة بأفكار محصورة منها إظهار صورة الضابط المثالي أو البطل المظلوم الذي تجبره ظروفه في التحوّل عن مبادئه. أيضاً تأثّر هذا الموسم بغياب كبار نجوم الدراما المصرية لاسيّما الزعيم عادل إمام، يسرا ونيلي كريم، تزامناً مع فرض إستراتيجية جديدة لتخفيض أجورهم، وهنا ننوّه بأنّ الممثل أحمد السقا هو الممثل الوحيد الذي نال أجره المعتاد كوْنه تعاقد مع الصبّاح على مسلسل "ولد الغلابة" قبل إقرار هذه السياسة الجديدة لأجور الممثلين.

في الختام يبقى السؤال من باب الغيرة على الدراما المصرية – إن جاز التعبير- هل يعي صنّاع الدراما في مصر على ضرورة الإنتفاضة على هذا الوضع القائم لإستعادة روْنقها عبر الشاشة الفضية عربياً؟!