حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي 2017 حارب الإرهاب والموت بالفن الراقي!

13:29
01-12-2017
أميرة عباس

إختتمت بالأمس فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي كانت قد بدأت منذ يوم الواحد والعشرين من شهر تشرين الثاني نوفمبر المنصرم، وذلك رغم كافة أجواء الحزن التي عمّت مصر خلال الأيام الأخيرة بسبب رحيل الفنانة القديرة شادية من جهة وبسبب الحادث الإرهابي المروّع بمسجد الروضة من جهة أخرى.

ومعالم الحداد كانت واضحة الأثر في حفل ختام المهرجان حيث إرتدت معظم النجمات اللون الأسود الذي طغى على فساتينهم، ومن الملفت أنّ هذه الدورة من المهرجان كانت مُهداة لمعبودة الجماهير النجمة الكبيرة شادية منذ بداية فعالياته أي قبل رحيلها هذا الأسبوع إلا أنّها توفيت قبل إنتهاء هذا المهرجان الراقي!

ولم تكُن إفتتاحية الحفل الختامي عادية إنما جاءت لتكرّس الأجواء السوداوية التي تعيشها القاهرة وتحاول محاربتها عبر الفن، إذ بدأ الحفل بالسلام الوطني، وبعدها تم تقديم رقصة بالية بكلمات تلائم المناسبة جاء فيها ما يلي: "سنحارب الكراهية سنواجه التطرف سنترك القوة الكامنة في الوطن والعقول فطرتنا الطيبة حب الخير حب الغير حب الحياة ولنا في الفن حياة الفن يرقي بالمشاعر ويواجه التطرف....."
من بعدها ألقت الإعلامية ياسمين طه زكي كلمة خاصة، ثم قدّمت الفنانة أنغام أغنية جديدة وتمّ الوقوف بمثابة تحية للفنانة القديرة الراحلة شادية. وجاء في كلمات الأغنية التي قدمتها أنغام ما يلي: " شاشه ليها 100 طريقة ترسم الأحلام حقيقة تسحرك تاخدك معاها لدنيا تانية." وبذلك أتت كل من مشاركة أنغام في الحفل الختامي ومشاركة النجمة أصالة نصري في حفل الإفتتاح مميزة جداً وشكّلت مفاجأة للحضور الذي لم يقتصر على النجوم المصريين أمثال يسرا، إلهام شاهين، حسين فهمي، محمود حميدة، كندة علوش، إنجي المقدم، نجلاء بدر، هنا شيحا، إنما أيضاً حضر حفل الختام نجوم عالميين نذكر منهم: نيكولاس كيدج، وهيلاري سوانك، وأدريان برودي الذين تم تكريمهم. ونفيد بالذكر أنّ الممثلة اللبنانية ديامان بو عبود حضرت الحفل وتم تكريمها كأفضل ممثلة وحازت على جائزة Best Actress Award.
ومن المواقف التي رافقت الحفل نذكر ما قام به نيكولاس كيدج بعدما ألقى كلمة حماسية خلال السهرة، معبراً عن سعادته للمشاركة في هذا الحدث رغم الظروف التي ألمّت بالقاهرة مؤخراً، لكن أصر النجم على تقبيل مقدمة الحفل وهذا ما رآه البعض بمثابة إحراج لها.
أما النجم أدريان برودي فقد أصر على إلقاء التحية باللغة العربية قائلاً: "السلام عليكم". علماً أنّ نيكولاس كيدج، وهيلاري سوانك كانا قد زارا منطقة الأهرام قبل حضور المهرجان فلطالما شكّلت تلك الأهرامات وعراقة حضارتها محط إهتمام وإعجاب لدى الغرب.

ومن الأخبار الصحفية التي شكّلت لغطاً حول حفل ختام هذا المهرجان نذكر ما قيل عن أنّ أنغام هي بديلة الفنانة شيرين عبد الوهاب التي كان من المفترض أن تحيي هذه السهرة إلا أنّ ظروف إنفصالها عن مدير أعمالها حالت دون ذلك لكن لم يتبيّن ما إذا كانت تلك الأخبار مجرد هرتقات أم صحيحة، أيضاً رافق هذا المهرجان أخبار أفادت بأنّ رئيسته الناقدة ماجدة واصف قد تقدمت بإستقالتها ما سيوقف الدورة الحالية إلا أنّ واصف في الحقيقة قدمت إستقالتها قبل بدء فعاليات المهرجان بشهر وتعهدت على إستكمال الدورة 39 أي عكس ما أشيع، فضلاً عن ذلك تسربت أخبار عن إعتذار نيكولاس كيدج عن الحضور إلا أنّ هذه الأخبار لم تفسد المهرجان المذكور.
ولا بد من القول إلى أنّ هذا المهرجان يعكس صورة الفن الحضاري في مصر على أمل أن تبقى السينما المصرية مزدهرة خاصة أنّ الصناعة السينمائية العربية مقتصرة على مصر فقط بمقابل إنتاجات عربية أخرى لم تصل لمرحلة الصناعة السينمائية!