بعد مُشاهدَته، فيلم "البدلة" مع تامر حسني في ميزان النّقد والإنتقاد!

7:40
28-08-2018
أميرة عباس
بعد مُشاهدَته، فيلم "البدلة" مع تامر حسني في ميزان النّقد والإنتقاد!

رغم إنتهاء موسم عيد الأضحى إلّا أنّ أفلام هذا الموسم ستبقى مطروحة في دور العرض السينمائية لعدّة أسابيع قادمة، ومع مواكبتنا للأخبار المتعلّقة بأفلام عيد الأضحى نُشير إلى أنّ الفيلم المصري الوحيد المعروض راهناً في السينماهات اللبنانية من بين أفلام الموسم المذكور هو فيلم "البدلة"، لذلك سنقوم بقراءة تحليليّة ورصد بعض الملاحظات على هذا العمل السينمائي بعد مُشاهدته.

 

بدايةً نفيد بالذكر أنّ فيلم "البدلة" من بطولة النجم المصري تامر حسني ويُشاركه في بطولة هذا العمل الممثل الكوميدي ومقدّم البرامج الساخر أكرم حسني، أمينة خليل ودلال عبد العزيز، وهو مقتبس عن قصة فيلم أجنبي مع تعديلات ليتلاءم مع المجتمع العربي بحسب فكرة وضعها تامر بنفسه، من كتابة أيمن بهجت قمر، إخراج محمد العدل (ماندو) وإنتاج وليد منصور.

 

بشكل عام يُعتبَر الفيلم من الأعمال "الكوميدية الخفيفة" التي تتلاءَم مع أجواء العيد والصيف حيث يرغب الجمهور في هذا الموسم بمشاهدة أعمال كوميدية مع خط درامي عاطفي ومع قليل من مشاهِد الحركة التي لا تخلو من الكوميديا خاصة أنّ الجمهور العربي عامة والمصري خاصة إعتاد على تقديم النجم تامر حسني هذا النوع من الأفلام التي تُناسِب كافة أفراد العائلة رغم بعض الحوارات الجريئة والتي سنرصدها لاحقاً بالتفصيل.

 

يُستهَل الفيلم عبر جنريك على الشكل التالي "تامر حسني في ..." مع تحديد الزمان على أنّه في حقبة الثمانينات لنرى كل من الممثل المصري حسن الرداد والممثلة المصرية إيمي سمير غانم بمثابة ضيفا شرف في الفيلم حيث يطل الرداد بشخصية والد البطل فيما تُجسِّد إيمي دور والدة البطل (تامر حسني) في سن الشباب أما مرحلة الكِبَر فتُجسّدها الممثلة دلال عبد العزيز، وتدور الأحداث بشكل سريع في المشهد الأوّل على طريقة "فلاش باك" مع سرد تامر لمسار تلك الأحداث حيث أنّ جدّته ووالدته أنجبتا في ذات اليوم "حمادة ووليد"، وليد هو تامر حسني أما حمادة فهو أكرم حسني بدوْر خال وليد.

 

بعدها تُستكمَل قصة العمل لنستشف معاناة حمادة ووليد مع "الفشل الدائم" خلال المرحلة الدراسية وتليها المهنية ليتخبّطا في أزماتهما كلّما أصرّا على تحقيق طموحاتهما، لحين يتلقّى وليد دعوة من ريم (أمينة خليل) وهي حبيبته منذ الصغر في المدرسة، هذه الدعوة تقيمها ريم من أجل لم شمل جميع زملاء الدراسة في حين يعتقد وليد بأنّها حفلة تنكرية فيذهب مع حمادة وهما يرتديان "البدلة" أي اللباس الرسمي للضباط، ومن هنا تنطلق الأحداث بعدما يتورّطا بسبب إنتحالهما لشخصيات ضبّاط.

 

يتزامن ذلك مع قدوم رجل إسباني يُدعى "ماركوس" (ماجد المصري) إلى مصر من أجل مهمّة سريّة وهو قاتل مأجور ومطلوب للعدالة منذ ثلاثين عاماً، وبمحض الصدفة يلتقي حمادة ووليد حيث لا يُدركان حقيقته سوى في نهاية الفيلم بعد أن يُصاب في حادث سير ويُحاولان مساعدته، بدورها ريم تُحاول مساعدة البطلان من خلال عمّها "اللواء" كي تُخبِر رجال الأمن بحقيقة تورّط حمادة ووليد دون تعمّد ذلك.

 

من جانب آخر، ننوّه أنّ فكرة القصة السينمائية لهذا العمل ليست مبتكرة إنما تمّت معالجتها بطريقة سلسة للجمهور رغم أنّ بعض المشاهِد وردت فيها كوميديا بشكل مبالغ فيه، لكن ذلك لا ينفي أنّ تامر قدّم عملاً أفضل من آخر أفلامه "تصبح على خير"، كما أنّ الممثل أكرم حسني له كاريزما كوميدية خاصة جداً وهو موهبة واعدة بالفعل، أيضاً وضع الشاعر الغنائي والمؤلّف أيمن بهجت قمر حواراً يزخم بالكوميديا حيث لا تشعر بالملل خلال المُشاهَدة حتى مشاهِد الأكشن لا تخلو من "الضحك". كما لا بد من التطرق للعمل الخاص الذي قدّمه المخرج محمد العدل (ماندو) حيث إستطاع هذه المرّة تقديم فيلم كوميدي بعدما حقّق نجاحات متتالية خلال الفترة المنصرمة بأعمال درامية تلفزيونية منها مسلسل أرض النفاق، لأعلى سعر وحارة اليهود، واستطاع العدل صناعة مشاهد الحركة والمطاردات في فيلم البدلة بإحترافية مع الحفاظ على الروح الكوميدية للعمل.

 

في سياق منفصل، نشير إلى أنّ الممثل ماجد المصري أجاد تقديم شخصية القاتل المأجور والذي يُشكّل دوره محركاً درامياً للأحداث لكن نعتبر أنّ موهبة ماجد المصري أكبر من هذا الدور. أما بالنسبة لضيوف شرف هذا الفيلم فبالإضافة إلى الرداد وغانم، لقد أطلّ الممثل المصري أحمد زاهر في مشهديْن ضمن العمل بشخصيته الحقيقية، كما ظهر الإعلامي تامر أمين في لقطة من برنامجه إلى جانب عدد من الرياضيين والإعلاميين المتخصصين في كرة القدم داخل مصر.

 

قبل الختام، نُسجِّل بعض الملاحظات حول فيلم "البدلة" إلى جانب بعض الكوميديا المبالغ فيها أحياناً، إنّ المشهد الذي عُرضت خلاله أغنية "وأخيراً" كان من الأجدر وضعها في تسلسل زمني مختلف ضمن أحداث الفيلم حيث دُمجت في مشهد بعد معرفة البطل لحقيقة القاتل المأجور فقرّر الهرب إلى الريف حيث تتواجد حبيبته هناك رغم أنّه كان يُعاني من حالة توتّر، لذا نعتقد أنّه كان من الأفضل إعتماد الأغنية في مشهد يسبق هذا الحدث. أيضاً بما أنّ هذا الفيلم مخصصاً للعائلة يجب ألا يتضمّن حوارات إيحائية نوعاً ما إذ يقول الفنان تامر حسني في إحدى مشاهد الفيلم موجّهاً حديثه لفتاة تمر بجانبه في الشارع :"ماكياجك أوي... البنات بتتعب في الماكياج وإحنا في الآخر بنبص على حاجات تانية خالص.."! وهذا ما يُعَد تحرّش لفظي غير لائق في فيلم عائلي في ظل ما تشهده الشوارع المصرية من حالات تحرّش، والملاحظة الأخيرة متعلّقة بما شاهدناه في المشهد ما قبل الأخير في الفيلم وتحديداً في مشهد المشاجرة بين وليد وماركوس داخل السوق التجاري "المول" حيث يستمر العراك بينهما لفترة طويلة دون أن نرى أي رجل أمن داخل هذا السوق التجاري لفض التشابك بينهما!

 

في الختام نقول أنّ هذه الثغرات السلبية لا تلغي كوْن فيلم "البدلة" هو جرعة كوميدية لمن يرغب بالترفيه، ومن الممكن – برأينا- تقديم جزء ثانٍ من هذا العمل السينمائي لأنّ نهايته أتت بتهديد ماركوس لبطليْ العمل للإنتقام منهما، كما أنّ تامر وأكرم حسني يُشكّلان توأمة درامية سينمائية مُحبَّبة وبينهما كيمياء واضحة للمُشاهِد، فهل نراهما معاً في أعمال قادمة؟!