لم يتمالك محمد عبده نفسه، وبكى خلال عرض صورة لوالده على الهواء والتي لم يرى شكله إلا منذ أشهر بعد مرور 70 عامًا دون رؤية صورة له، قائلاً: "كنت صغيراً، وأصيب والدي بمرض جلدي خطير، ونصحه البعض بالعلاج في العيون الكبريتية على حدود اليمن ولكنه مات هناك ولم يعد للمنزل، وعلمنا بخبر وفاته بعد مرور 8 أشهر من رحيله، كانت له صورة وحيدة عندما كبرت وسألت عنها، أخبروني أنه تم حرقها بحجة أنه لا يجوز أن يكون للميت صورة على قيد الحياة".

أضاف محمد عبده: "منذ فترة قصيرة زارني شخص من اليمن، وأخبرني أنه عثر على صورة والدي عندما كان يبحث عن صورة والده في شركة السفن، وعندما شاهدت الصورة تذكرت صورة والدي التي رأيتها وعمري عامين فقط"، وتابع محمد عبده وهو يبكي "سبحان الله رب العالمين، وجدت أنني أشبه والدي كثيرا في الصورة، وتمنيت أن أراه في حياته".

وتحدث خلال اللقاء عن ذكريات أول اجر له "أول أجر كان 130 ريالًا في الإذاعة، ولكن تعلمت منها الكثير من الأمور المهمة، ولا أنسى تلك الأيام، وتعلمنا رقابة أنفسنا وكيف نغني وما نقوله، وأنا ابن الإذاعة".

وتابع: "التحقت بالإذاعة عام 1962 واشتغلت مع الكورال وغنيت وراء فنانين من العيار الثقيل في ذلك الوقت مثل وديع الصافي".

وتحدث محمد عبده عن حجم ثروته، وأجاب عن السؤال بطريقة غير تقليدية وقال إنه يمتلك 11 مليار، نسبة إلى أبنائه الـ 11، وقال إنه نشأ في أسرة فقيرة لذلك فهو يعرف قيمة المال والثروة ويحرص على متابعة أعماله وحجم ثروته، لأن الشخص الذي يحصل على المال بسهولة أو ينشأ في أسرة غنية هو الذي لا يعرف ماذا يملك، وأضاف محمد عبده إنه يفضل استثمار أمواله من أجل مساعدة أبنائه في العمل وتوظيف الآخرين، ويعمل في عدة مجالات مثل الاستثمار العقاري والمشروعات الصناعية، وقال إنه يمتلك أكبر المجمعات السكنية في لندن يخصصها للتأجير للطلاب في لندن.

وقال محمد عبده إن أبناءه هم من يديرون أعماله الاستثمارية، وعلى رأسهم ابنه عبدالرحمن الذي انتهى من رسالة الدكتوراه في المحاسبة القانونية، وابنه بدر المتخصص في الموارد البشرية، وذكر محمد عبده أنه تزوج في السبعينيات وأنجب ابنته الأولى “نورة”، والتي أصبح لديها العديد من الأبناء الآن، وكشف عن أنه استقبل بعدها 3 بنات أخريات وكان يتمنى إنجاب طفل ذكر إلى رزق بأبنائه الذكور بعد ذلك.

وبطرافة تحدث محمد عبده عن سحب سيارته بالونش وهو بداخلها، مشيراً الى أنه "لديه مرسيدس عمرها 15 سنة والموبايل بعد أقدم".

وقال محمد عبده مازحاً إن هاتفه يظل معه باستمرار ولا يضيع منه أبداً ويتحمل الصدمات، وحكى مواقف طريفة له بسب نوع هاتفه، وقال إن يفضل استخدامه والحفاظ عليه لأنه يكفي للتواصل ولأنه ولد فقيراً، ولكنّ أبناءه يستخدمون أحدث الأجهزة الهاتفية لأن والدهم غني.

تطرق الفنان الكبير محمد عبده في حواره إلى ذكريات جميلة، وكشف عن أول لقاء جمعه بالفنان الراحل عبدالسلام النابلسي والشحرورة صباح، قائلا: “كنت أعاني من اللوز، وسافرت إلى لندن في سن الشباب من أجل استئصالها، وقابلت عبدالسلام النابلسي وصباح، وقدمني لهم أحد الأصدقاء كشاب صاعد، وأخبرهم بالعملية، وقال عبدالسلام النابلسي وقتها إن صوته سيتغير بعد عملية اللوز، ولكن صباح لم تؤيده”.

وكشف محمد عبده أنه بعد الانتهاء من العملية أراد الاطمئنان على صوته فقام بغناء موال من طبقة صوتية عالية جداً، فأصيب بنزيف في الأحبال الصوتية، واستمر في العلاج في المستشفى، وأخبره الطبيب وقتها بالتوقف عن الغناء حتى يتجاوز 21 عاما من عمره، لذلك بدأ مسيرته من خلال التلحين والغناء بطبقة صوتية منخفضة، رغم أنه كان يريد تقديم قدراته الصوتية للجمهور وانطلاق مسيرته الفنية.