سيف الدين سبيعي يطلب الغفران من سلافة معمار عبر حكايتي مع الزمان!

7:00
08-10-2018
أميرة عباس

إنطلقت أمس أولى حلقات الموسم الثاني من برنامج "حكايتي مع الزمان" الذي قدّمته في العام الفائت مقدِّمة البرامج اللبنانية منى أبو حمزة عبر شاشة دبي، أما موسمه الجديد فأوكلت مهمّة تقديمه للإعلامية اللبنانية ريما كركي، وهذا البرنامج أتى بفكرة جديدة على الشاشات العربية بعدما إقتبس فكرته من فورمات أجنبي.

 

للتذكير تتمحور فكرة البرنامج على قيام خبراء التجميل والماكياج خلال الحلقات بتغيير شكل الضيوف وجعلهم يبدون بمظهر أكبر من سنّهم ليجتازوا عدة مراحل عمرية وصولاً إلى سن يفوق أعمارهم الراهنة بأربعين عاماً.

 

فيما خص حلقة الأمس، لقد تمّت إستضافة كل من الممثلة السورية سلافة معمار والممثل والمخرج السوري سيف الدين سبيعي في أوّل لقاء يجمعهما حيث كانا متزوّجان لعدّة سنوات لكنهما إنفصلا منذ أكثر من خمس سنوات، ومع ذلك إستمرّت الصداقة بينهما خاصة من أجل رعاية إبنتهما "دهب".

 

خلال هذا اللقاء التلفزيوني، أوْضح الضيفان سبب إمتنعانهما عن الظهور سوياً في ذات المقابلة الإعلامية طيلة السنوات الماضية لعدم رغبتهما في نقل حياتهما الخاصة إلى العلن، لكنّ فكرة برنامج "حكايتي مع الزمان" حمّستهما على القيام بذلك لإثبات مبدأ أنّهما يستطيعان الحفاظ على صداقتهما في السنوات القادمة من أجل إبنتهما، وهنا نوّهت الممثلة سلافة معمار قائلة:"سيف هو أكثر إنسان يعرفني جيّداً من داخلي". وإستذكرا مرحلة تعارفهما منذ ثمانية عشر عاماً مع تجربة الزواج التي لم يكن السبيعي متحمّساً لها لأنّه يشعر بالخوف من فكرة الزواج لكنه لا يندم على هذه الخطوة، وأكّدا معاً على أنّ طلاقهما لم يؤثّر سلباً على إبنتهما لأنّها معتادة على سفر والدها بحكم عمله في الإخراج، كما أنّهما يحرصان على نقل صورة حضارية لها عن هذا الإنفصال مع الحفاظ على الإحترام والإهتمام المتبادل.

 

خلال سياق الحلقة، باح السبيعي بأنّه إكتسب من سلافة طبع الإصرار فيما هي أخذت منه كيفية تبسيط الأمور وجعلها أكثر عقلانية. أما عن الشيخوخة وكِبَر السن، إعتبر الضيفان أنّ الموت أفضل من التعرّض لأمراض الشيخوخة التي تجعل الإنسان عاجزاً لكن أكّدت سلافة على أنّ ملامح الشيخوخة لا تقلقها، فيما صرّح سيف بأنّه يحب شكله بالشعر الأبيض.

 

بعدها إنتقل الضيفان إلى مرحلة "ما بعد عشرين عاماً" مع تغيّر ملامحهما، وحينما رأى كل منهما شكل الآخر المتقدِّم في العمر إنتابهما هستيريا من الضحك، بدوره سيف وصف سلافة بعبارة "النَّمِرة" من شدّة ملامح القوة في شكلها، بينما إعتبرت سلافة أنّ الدفء الذي يختلج في شخصية السبيعي ظهر أكثر مع كبر سنّه. ثمّ في مرحلة "ما بعد أربعين عاماً"، شبّه سيف أم إبنته بالملكة إليزابيث، أما هو فوجد نفسه يشبه جدّه لناحية والدته وتمنّى لو كان يُشبِه والده في هذا السن، ووصف والده بأنّه الجبل والسند قائلاً:"رفيق سبيعي كان أكثر من والدي بل هو أماني والآن أشعر أنّ خلفي وادي قد أهوى منه...". كما رأى أنّ وجهه في عمر الثمانين يحمل الكثير من خيبة الأمل، فيما رأت سلافة أنّ ملامح المودّة والسلام بارزة أكثر في وجهها خلال هذه المرحلة العمرية على عكس السنوات السابقة. هنا وجّهت معمار نصيحة لإبنتها حيث إعتبرت أنّها لن تتزوّج لأنّها تشبه والدها في منطق التخوّف من الزواج ونصحتها بالتركيز على عملها، فيما إعتبر سيف أنّ الإنجاب يُشكِّل ظلماً للأولاد لأنّ المنطقة العربية تعيش خطراً راهناً. وعن زملاء الوسط الفني، إعتبر السبيعي أنّ ما مِن أحد سيسأل عنه في الكِبَر سوى سلافة التي أكّدت بدورها على أنّها ستبقى على تواصُل معه.

 

في ختام الحلقة، وصف الضيفان مراحلهما العمرية التي قُسِّمَت لثلاث مراحل، المرحلة الأولى وصفتها سلافة بالقوة أما سيف فإعتبرها جنون وجموح مع مشاكل الوسط الفني وفقدان الوالد، المرحلة الثانية برأي سلافة هي التشبُّث بالصبا وحب السيطرة بينما رآها سيف بداية النهاية، المرحلة العمرية الثالثة هي السلام بالنسبة لسلافة والنهاية برأي سيف. ومع فقرة الختام في مصارحة الذات وقف سبيعي أمام المرآة وهو يغني أغنية My Way للفنان الأميركي الراحل فرانك سيناترا بتأثُّرٍ شديد، بينما سلافة قالت:"الحياة مرّت بسرعة ولم أستطِع تحقيق كامل أحلامي وأتمنّى أن تُحقّق إبنتي كل أحلامها". وقبل نهاية الحلقة، قرأ سيف رسالة سلافة التي وجّهتها لوالدتها متمنّية عليها أن تكون فخورة بها، فيما قرأت سلافة رسالة سيف التي وجّهها لها كاتباً:"أطلبُ منكِ الغفران"، وقصد بها تقديرها لِما تحمّلته من أمورٍ إلى جانبه، فردّت معمار ممازحة:"مسامِحتَك دنيا وآخرة".

 

تعقيباً على هذه الحلقة، لا بد من الإشارة إلى أنّ الثنائي سلافة معمار وسيف الدين سبيعي نقلا صورة حضارية عن الإنفصال الزوجي من جهة وعن العلاقة الفنية المهنية من جهة أخرى خاصة أنّهما تعاونا معاً في أعمال درامية بعد طلاقهما، كما بدى جلياً مدى عفويتهما والمزاح بينهما والمحبّة الكبيرة التي يشعر بها كل منهما تجاه الآخر.