بعيداً عن السياسة،هل سيَتغيَّر المَشْهد الإعلامي اللبناني بعد برنامج "صار الوقت" القائم على معايير مختلفة؟!

10:00
06-10-2018
أميرة عباس
بعيداً عن السياسة،هل سيَتغيَّر المَشْهد الإعلامي اللبناني بعد برنامج "صار الوقت" القائم على معايير مختلفة؟!

رغم أنّ البرامج والقضايا السياسيّة ليْسَت موْضوعاً للرصد والبحث هنا إلّا أنّنا بعد مراقبتنا لأصداء الحلقة الأولى من برنامج "صار الوقت"، لا بد من أن نتوقّف عند هذا الموضوع الهام من الناحية الإعلامية عبر الشاشة اللبنانية.

 

خلال الشهور الماضية كنّا سلَّطنا الضوء على نوعيّة معظم البرامج التلفزيونية اللبنانية التي باتت تفتقد لمعايير معيّنة وما ينسحب في ذلك على آثار جمّة، خاصة أنّ الإعلام كسلطة رابعة يلعب دوراً هاماً في توعية وتثقيف المُشاهِد والرأي العام.

 

أما برنامج "صار الوقت" الذي إنطلق في أولى حلقاته ليل الخميس الفائت مع الإعلامي مارسيل غانم عبر شاشة MTV، فنراه يُنقِذُ المشهد الإعلامي عبر الشاشة اللبنانية لأنّه قدّم معاييراً إعلامية متقدّمة ومتطوّرة لِمعالجة القضايا الشائكة من مختلف الجوانب، وهذا هو الدور الحقيقي للإعلام لضمانة الإرتقاء الإجتماعي والثقافي بغض النظر عن الشؤون السياسية التي يُعالِجها.

 

إن أردنا الحديث عن أبرز تلك المعايير في برنامج "صار الوقت"، فلا بد من التعقيب بأنّه إعتمد على أسلوب حضاري، ديمقراطي وليبرالي في طرح مواضيع الشارع اللبناني رغم حساسيتّها وإستخدم طريقة "المُناظرة"، وهي الأسلوب الأرقى في الحوارات، هذه النوعيّة من البرامج تمّ تقديمها في عدد من دول العالم، وعلى سبيل المثال نذكر برنامج "مناظرات 2016" الذي عُرِض في المغرب ومن المناظرات التي ناقشها مع مجموعة شبابية هو موضوع الإنتخابات التشريعية. لكن لا شك في أنّها فكرة مبتكرة بالنسبة للبرامج اللبنانية التي وبالرغم من إستضافتها لعدّة أطراف متباينة المواقف والآراء ضمن حوار مُتلفَز إلّا أنّ برنامج "صار الوقت" إستطاع نقل صورة حضارية عن هذا الحوار الإعلامي التلفزيوني الذي يجب أن ينتقل إلى الرأي العام ككل.

 

ناهيْك طبعاً عن النوعيّة المختلفة لضيوف البرنامج المذكور وطريقة إعداده وتقديمه وإخراجه مع الإعلامي مارسيل غانم، كما أعاد هذا البرنامج إلى الشاشة أحد أهم أساتذة الإعلام المرموقين ألا وهو الإعلامي جورج غانم.

 

كل هذه العوامل تجعل من برنامج "صار الوقت" يضفي صورة وصيغة مختلفة عن البرامج المحليّة مع الإختلاف في كيفيّة طرح المواضيع عبر الإعلام، فهل سيَتغيَّر المَشهد الإعلامي في لبنان بعد تقديم برنامج "صار الوقت"؟!