هل أخفق صنّاع مسلسل "1000 الحمد لله ع السلامة" في تحقيق النجاح المرجو منه؟!

13:00
12-04-2023
أميرة عباس
هل أخفق صنّاع مسلسل "1000 الحمد لله ع السلامة" في تحقيق النجاح المرجو منه؟!

يدور مسلسل "1000 الحمد لله ع السلامة" في حلقة مفرغة طيلة الموسم الدرامي الرمضاني الحالي حيث يُعاني من المماطلة الدرامية، ويفتقر للأحداث الفرعية مكتفياً بالفكرة الرئيسية للعمل مع خلق مواقف كوميدية هي أشبه "بالحشو" الدرامي، وهو من تأليف محمد ذو الفقار وإخراج عمرو صلاح.

فمنذ عرض حلقته الأولى، تبحث بطلته د. سميحة (يسرا) عن "سوسو" وهي عمّتها وحماتها في آنٍ معاً، وذلك بعد وفاة زوجها جلال وعودتها مع ابنها سامح (آدم الشرقاوي) وابنتها سماح (مايان السيد) من كندا إلى مصر للقاء سوسو وأخذ الميراث. فتواجه سميحة وعائلتها العديد من العوائق التي تعرقل لقاءها بجدة الأولاد، وأتت هذه العراقيل كمواقف كوميدية ما صنّف المسلسل من نوع الكوميديا الهزلية.

ولا شكّ في أنّ الهزلية هي نوع من أنواع الكوميديا المُحبّبة لدى شريحة كبيرة من الجمهور لكنها أحياناً توضع في مجهر الإنتقاد إن لم تُقدَّم في قالب صحيح أو سليم، وهو ما ينطبق على مسلسل "1000 الحمد لله ع السلامة"، فَعلى سبيل المثال يعتمد صنّاع هذا العمل على وِسادة بدلاً من طفل حقيقي باعتبار أنّه الرضيع "أوزو" أي طفل فوقية وأكرم (شيماء سيف ومحمد ثروت)، وهذا يُعتبر استخفاف بِعقل المُشاهِد.
كذلك بالنسبة للمبالغة في بعض التفاصيل خلال الحوار بين الشخصيات دون أي مبرّر درامي سوى لِملأ الفراغ عوضاً عن خلق أحداث فرعية تتعلّق بكل شخصيات العمل لجعله غنياً في الأحداث أكثر من ذلك. فضلاً عن استخدام بعض الإفيهات التي لا تُثير الضحك مثل المشهد الذي عبّرت فيه سميحة عن اشمئزازها من رائحة الطفل أوزو لأنه لا يستحم أبداً، وكذلك مشهد وصف أكرم للرائحة الكريهة في المنزل بعد تناول الكرنب. إلى جانب الصراخ المبالغ فيه أحياناً في عدد من المشاهِد حتى لو كانت المبالغة ضرورية لخدمة الكوميديا إلّا أنّها لم تُوظّف في مكانها الملائم هنا!

وفي المقابل، كلمة حق تُقال، اتسم العمل بجرعة كوميدية إذ اعتمد على "كوميديا الموقف" التي ارتكز عليها أداء بطلته يسرا، فيما اعتمد على "كوميديا الأداء" التي يُقدّمها كل من شيماء سيف ومحمد ثروت. ولعل "الكاست" هو العنصر الدرامي الأنجح في هذا العمل، لكن ذلك غير كفيل بتحقيقه النجاح المرجو منه لأنّ السيناريو افتقر للأحداث الفرعية، ففكرته التي ترتكز على العودة إلى أرض الوطن "وجدعنة ابن البلد" تمّت معالجتها بأسلوب جعل هذا المسلسل يمر مرور الكرام دون ترك بصمة تخوّله أن يكون عمل يُنافس بشراسة مثلما اعتدنا على أعمال يسرا وشركة العدل غروب.

وهنا يستحضرنا مسلسل "أحلام سعيدة" الذي قدّمته يسرا في رمضان 2022، وهو أيضاً بتيمة كوميدية، لكنه حقق نجاحاً أكبر بكثير من مسلسلها هذا الموسم لأنّ "أحلام سعيدة" عالج العديد من القضايا أبرزها: الصداقة، المرض النفسي، التمرّد الطبقي، تحكّم الذكر بإرث الأنثى، مفهوم العنوسة وسن اليأس، فهل أخفق صنّاع مسلسل "1000 الحمد لله ع السلامة" في موسم رمضان 2023؟!