"مغنّو المهرجانات"... الأزمة الفنية الأكثر جدلاً هذا العام بين مؤيّد ومعارض!

14:38
29-12-2021
أميرة عباس
"مغنّو المهرجانات"... الأزمة الفنية الأكثر جدلاً هذا العام بين مؤيّد ومعارض!

 منذ عام  2020 بدأت أزمة "مغنّو المهرجانات"(أشهرها أغنية بنت الجيران المعروفة بإسم سكّر محلّي) بين مشاكلهم مع نقابة المهن الموسيقية في مصر من جهة، وإعتراض البعض من الجمهور على هذه النوعية من الأغنيات من جهة أخرى. واستمر هذا الوضع بشكل تصاعدي لغاية عام 2021 حتى باتت أغنيات المهرجانات وأصحابها يُشكّلون الأزمة الفنية الأكثر جدلاً هذا العام بين مؤيّد ومعارض.

 

أزمتهم بدأت منذ 2020 مع محاولات للتسوية القانونية 

 

من الأخبار الأكثر إثارة للجدل في الساحة الفنية منذ عام 2020 هو قرار نقابة المِهن الموسيقية في مصر المتمثّلة بنقيبها الفنان هاني شاكر الذي أصدر قراراً بمنع مغنّي المهرجانات من إحياء حفلات والعمل داخل مصر وسط إنتشار هذا النوع من الأغنيات أشهرها مهرجان "بنت الجيران" (سُكّر محلّي محطوط على كريمة) لِما تتضمّنه هذه الأغنيات من كلمات غير لائقة، وما زالت أزمات مغنّي المهرجانات مستمرة لغاية اليوم رغم طرحهم لأعمال غنائية. لكن بعدها تقدّم البعض من مغنّي المهرجانات بالإعتذار للنقابة وحاولوا تسوية وضعهم القانوني، وبالفعل إستمرّ معظمهم بمزاولة العمل.

 

أزمتهم تفاقمت مع منعهم من الغناء عام 2021 

 

في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، أعلنت نقابة المهن الموسيقية في مصر بقرار من النقيب الفنان هاني شاكر عن منع تسعة عشر فناناً من الغناء داخل البلد، وهم من مؤدّيين أغنيات المهرجانات وذلك لحين تصحيح أوضاعهم القانونية في النقابة.

في هذا الإطار، أصدرت النقابة بيان رسمي تحت عنوان "كشف بأسماء الممنوعين من العمل" يتضمن لائحة بالأسماء التالية: حمو بيكا، حسن شاكوش، كزبرة وحنجرة، مصطفى زكريا الشهير بـ "مسلم"، أبو ليلة، أحمد قاسم الشهير بـ "فيلو"، أحمد موزة، حمو طيخة،وريشا كوستا وسمارة، شواحة، ولاد سليم، العصابة، الزعيم، علاء فيفتي، فرقة الكعب العالي، مجدي شطة، وزة، شكل، وعمرو حاحا".

كما ختمت النقابة بيانها بعبارة "ويمنع كل من ليس عضواً في النقابة وغير مصرّح له بالعمل لحين تصحيح أوضاعهم بالنقابة واجتياز الاختبارات".

أيضاً تم إيقاف الفنان المصري حسن أبو الروس عن الغناء بحسب قرار صدر عن نقابة المهن الموسيقية في مصر.  في التفاصيل، قرّرت نقابة الموسيقيين في مصر إيقاف الفنان المصري الحسن مصطفى أحمد المعروف بإسم "حسن أبو الروس" عن الغناء .أما السبب الكامن وراء ذلك فهو لِعدم إمتثال حسن لقرارات النقابة وعدم التزامه بالمظهر العام والقواعد العامة الخاصة بالنقابة بحسب قراراتها الأخيرة، ولقد جاء في نص البيان ما يلي: "قررت نقابة المهن الموسيقية وقف الفنان الحسن المصطفى أحمد، والشهير بـ حسن أبو الروس، عن العمل اعتباراً من السابع عشر من نوفمبر لعدم امتثاله لقرارات النقابة وعدم التزامه بالمظهر العام والقواعد العامة الخاصة بالنقابة."

علماً أنّ أبو الروس كان قد طرح مؤخراً أغنية بمشاركة الممثلة المصرية دينا الشربيني بعنوان" فلتت مني.

 

 نقابة الممثلين تضامنت مع نقابة الموسيقيين ضدهم

 

بعد قرار نقيب الموسيقيين هاني شاكر بمنعهم من الغناء، صرّح نقيب الممثلين أشرف زكي بأنّه سيمنعهم من التمثيل، إذ أكّد زكي أنه لن يسمح لأي مطرب مهرجانات في المشاركة في أية فيلم دون موافقة خطية من هاني شاكر.

وكان قد أشار أشرف زكي، خلال اتصال هاتفي ببرنامج حضرة المواطن، المذاع عبر فضائية الحدث اليوم، إلى أنه إذا لم تصله موافقة من نقيب الموسيقيين على غنائهم، فإنه لن يعطيهم تصريحًا للتمثيل، معلقًا: "وأنا مالي، ممنوع حد يعمل فيلم ويجيب مطرب مهرجانات بالعمل".أضاف، أنه لا مكان لأي شخص يحاول تشويه صورة الفن، ووجود ضوابط ليس أمرًا مرفوضًا، معتبرًا أن محاولة الوصول إلى منطقة وسطى تضمن تنفيذ ما تريده النقابة مع الحفاظ على أكل العيش سيكون أمرًا جيدًا، معقبًا: سيكون هناك قريبًا مؤتمر وتسمعوا خير.

 

إنقسام في الآراء وهجوم حاد على النقيب هاني شاكر بسببهم

 

بسبب القرار الذي إتخذته النقابة في هذا الشأن، تعرّض نقيب المهن الموسيقية الفنان هاني شاكر لإنتقاد حاد حيث إنقسمت الآراء بين مؤيّد ومعارض لقرار إيقاف مغنّي المهرجانات عن مزاولة العمل.

ومن أبرز هذه الإنتقادات جاءت على لسان المهندس المصري الشهير نجيب ساويرس حيث قال مهاجماً شاكر في برنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب:"الموضوع به نفسنة وغيرة، وفي قانون بمصر، وكل مَن تم منعهم رفعوا قضية في القضاء الإداري".وتابع: "النقيب ليس قيّماً على أذواق الناس، ونحن أحرار، نسمع من نحب، ودورك كنقابة أنك تصرف أو تساعد أو تُعالج نجماً تابعاً للنقابة، ولكن لست رقيباً على المصنفات الفنية، مع العلم أنا لا يعجبني غناه".

كما ختم: "إذا كان القانون يمنح النقيب هذا الحق في منع نوع من الغناء فالقانون خطأ"، مضيفاً: "الجمهور مَن يقرر ماذا ينفع يتسمع أم لا".

 

رداً على ذلك، قال شاكر في البرنامج عيْنه: "الأخ الذي تطاول عليّ وقال إنّ غنائي لا يعجبه، لا يشرفني أن يسمعني، وأنا لا أقبل هذا التطاول، ومثلما هو تطاول فأنا لن أتحدث عن فضائح الجونة ولا أقبل لغة التهديد".

 أيضاً أعرب عن حزنه واستيائه من حديث الشناوي، بعد نصيحته بأن يغني مهرجانات، مضيفاً: "مَن لا يعرف في شيء لا يتحدث فيه أو يسأل أولاً".

 

فضلاً عن ذلك، إنتقد المخرج المصري د. محمد العدل الفنان هاني شاكر بسبب قرار الأخير بإحالة مغنيّ المهرجانات عمر كمال إلى التحقيق على خلفية تبديله كلمات اغنية "بنت الجيران" من "خمور وحشيش" إلى عبارة "تمور وحليب" خلال حفله في المملكة العربية السعودية إحتراماً لقدسية أرضها.في التفاصيل، كتب العدل مهاجماً هاني شاكر عبر صفحته الخاصة على فيسبوك:"إهانة قدسية مصر، يا راجل عيب، هي مصر قليلة قوي كده وأنت واخدها معاك في كل خناقة، هتموت من مكاسبهم تقوم تسلّمهم لمحامين الغبرة، منك لله ع الصبح، خلتنا ندافع عن ناس غصب عننا".

ثم طرح العدل منشوراً إلكترونياً في ذات الإطار بعنوان "رسالة منقولة من مدرسة لبنانية ..تدرس اللغة الفرنسية في السعودية.. وعجبتني:

 "نصوّب ولا نمنع في زمن المفتوح ، زمن الوصاية على الذوق ولى ، وكل واحد منا وصي على ذوقه وخياراته ، لسنا اولياء حتى على ابنائنا ، اولادنا يستمعون  لكل شيء ، الآن ، لا للحشيش والمخدرات  في الاغاني انا اؤيدك تماماً سيدتي ، هذا دور رقابة المصنفات ، علماً أنّ نزار قباني منع لدخول دمشق واجبر على الاستقالة حين كان سفيرا  بسبب قصيدة تتضمن كلمة حشيش ( خبز وحشيش وقمر ) ، هل هذا  أثناه أو أنقص من شأنه كفنان   او جعلنا نقول انه ليس بشاعر  ؟؟ او ان قصيدته ساهمت في تفشي الحشيش ؟؟!! علماً بأن المقصود مختلف تماماً في القصيدة عما اوحى اليه العنوان !!!لكل زمن مفرداته والفن مرآة ما نعيشه في المجتمع ،  الخيام تحدث  عن الخمر ، وابو نواس ،  وامرؤ القيس ،  وفولتير وهوغو ، وشكسبير .... كان لسه الحشيش مش  منتشر بكثرة و معروف ،   اغاني المهرجانات تعكس  لغة بيئة معينة  موجودة ، ان هاجمتها  ام لا لا استطيع تجاهلها او محوها ، كاللغة تماما ، نحن نذم ونشتم ما آلت اليه اللغة العربية ، ولكن هي لغة حية كباقي اللغات وتتغير كغيرها من اللغات وتتطور بغض النظر ان اعجبني هذا التغيير ام لا   .... فقط لأني خرجت من غلاف معجم ولد من رحم ما سبقه من معاجم  ؟".

 

ما مصير هؤلاء المغنّيين؟! 

 

تُطرح التساؤلات حول مصير مغنّي المهرجانات والذي لا بد من الإشارة إليه في هذا السياق أنّ أزمتهم ليست بجديدة على الساحة الفنية حيث يشهد التاريخ الفني على كم هائل من الإعتراض على نوعية معيّنة من الأغنيات ومنها ما يُشكّل مجرّد ظاهرة فنية تزول لاحقاً ومنها ما يستمر بحكم الذوق العام من الجمهور، والأغنية العربية عامة والمصرية خاصة عاشت تحوّلاً فنياً في عدة مراحل تاريخية يطول شرحها هنا ببضعة سطور لكن المغزى في القول أنّه لم يصدر يوماً قراراً نقابياً يمنع فنان من الغناء حتى الأغنية "الهابطة" بل ينحصر دور النقابة بمهمة الرقابة على المحتوى. لذلك السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سيعود مغنّو المهرجانات إلى مزاولة عملهم داخل مصر وسط النجاح الذي يُحقّقونه رغم المُعارضين؟!