ففي اليوميْن الماضييْن، تساءل رواد الانترنت عن هذا التحوّل الدرامي في شخصية سحر تجاه ريم، وكيف تبدّل حالها من الحب الكبير تجاهها إلى حقد وكره حتى وصل بها الأمر لقتل والد ريم ثم التعرّض لابنتها لميس حيث اعتقد المُشاهِد أنها تعرضت للاغتصاب وبدأت تتعاطى المخدرات، فما كان من ماغي وكاتبة العمل نادين جابر سوى الطلب من المُشاهدين عبر منصات التواصل الاجتماعي أن ينتظروا الحلقات المقبلة كي يكتشفوا نية سحر من كل هذه الأفعال والتصرفات.

بالفعل، أتت حلقة البارحة كي تبرهن لنا أنّ سحر لم تؤذي لميس، إنما كان لديها مخططًا آخر لتحرم ريم من حبيبها هادي (محمد الاحمد) أي تمامًا مثلما فعلت الأخيرة بسحر حينما قُتل حبيبها أمير (بديع أبو شقرا).

أيضًا من المشاهِد التي لامست قلوب الجمهور في حلقة الأمس، هو المشهد الذي جمع سحر بصديق الطفولة محمود (وسام صباغ) حين زارها ليطلب مبلغًا من المال كي ينقذ جارته من الديون، وتعهّد لها أن يعمل معها في النصب والقتل، إلا أنّ سحر أعطته المال دون مقابل، وقالت له نصيحة قيّمة ألا وهي: "ما في أحلى من الفقر ع نضافة..وما في أوسخ من الغنى ع جيّي!"، كي يبقى على مبادئه وخلقه دون العمل في العصابات والمافيات.

كل هذه الأحداث، جعلت من شخصية "سحر" تُجسّد واقع الانسان المأسور في دائرة الخير والشر، فسحر ليست شريرة، كما أنها ليست خيّرة في المطلق، إنما تُلخّص هذه الشخصية فكرة أنّ الانسان إبن ظروفه فحينما تُحتّم عليها ظروفها تُظهر الجانب الشرير، فيما يبقى الخير بداخلها مع مَن يستحق منها التعامل معه بالحسنى.
واللافت أنّ هذا التبدّل في الشخصية الدرامية لسحر، وسط التأرجح بين الخير والشر، استطاعت ماغي تجسيده ببراعة تامة حيث كرّست كافة أدواتها التمثيلية من ملامح وجهها، بريق عينيْها، لغة جسدها، ونبرة صوتها لتتغيّر جميعها بإحترافية عالية بين الجانب الخيّر وعكسه الشرير دون أن "تفلت" هذه الشخصية من كاراكتيرها المرسوم بدقة.

جدير بالذكر أنّ مسلسل "للموت"بجزئه الثاني يُعرض في الموسم الرمضاني الحالي، وهو من بطولة ماغي بو غصن، دانييلا رحمة، باسم مغنية، محمد الأحمد. كما يُشارك فيه عدد من نجوم الدراما أمثال: بديع أبو شقرا، ليليان نمري، رندة كعدي، أحمد الزين، فادي أبي سمرا، وسام صباغ، كارول عبود، ختام اللحام، ريان حركة وغيرهم، من تأليف نادين جابر، إخراج فيليب أسمر وإنتاج Eagle Films لصاحبها السيّد جمال سنّان.