بين خيال وياقوت...هل سيُرفَع في نهاية العمل شعار "وأخيراً" انتصر الحب في وجه الكره؟!

12:00
30-03-2023
أميرة عباس
بين خيال وياقوت...هل سيُرفَع في نهاية العمل شعار "وأخيراً" انتصر الحب في وجه الكره؟!

حينما يقع المرء ضحية لظروف خارجة عن إرادته ويواجه معضلة "فلسفة الحياة" التي تطرح إشكالية ما إن كان الإنسان مُسيّراً أم مُخيّراً، يكتشف أنّه مسيّراً نحو هذه الظروف التي لا بد عليه من مواجهتها فيصبح مُخيّراً للطريقة التي سيحارب بها هذه الظروف. هذا ما نستشفه مع عرض حلقات الأسبوع الأول من مسلسل "وأخيراً" (قصة بلال شحادات، تأليف وإخراج أسامة عبيد الناصر، إنتاج الصبّاح إخوان) الذي يتمحور حول قصة حب تجمع بطليْ العمل لكن الحياة تقسو عليهما بِمُرّها فيضطران لمواجهة المشاكل بشراسة.

"خيال" التي تُقدّم دورها بطلة العمل الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم، هي فتاة مكتومة القيد لكن رحمة الله عليها منذ طفولتها جعلتها تجد أمّاً فاضلة تربّيها فالأم ليست فقط مَن تلد إنما مَن تربّي، وتُجسّد دورها الممثلة اللبنانية القديرة وفاء طربيه، تعيش خيال قصة حب رومانسية مع "ياقوت" الذي يُجسّد دوره بطل العمل الممثل السوري قصي خولي، ونكتشف مع تطوّر الأحداث أنّه سجين سابق يعيش حياة غير مُستقرة ما يجعل قلب والدته ينفطر عليه وهي التي تُقدّم دورها الممثلة السورية القديرة منى واصف.
وبعد الحلقات الثلاث الأولى التمهيدية للعمل الذي يتألف من 15 حلقة، تنطلق الأحداث الدرامية بعد خطف خيال وبعض فتيات وسيّدات الحي وهنّ في نزهة. ويقع المصاب الأليم على البطل: خطف خطيبته خيال، قتل شقيقته يارا، وإجهاض جنين شقيقته الأخرى. فيعيش تخبّطاً و"كسرة ضهر" وهو يحاول إيجاد الخاطفين والعثور على المخطوفات مع الإنتقام لروح شقيقته، ولعلّ المشهد الذي يختصر معاناة ياقوت هو المشهد (من الحلقة الخامسة) الذي تطلب فيه والدته إعطائها السلاح خوفاً عليه، فيرتمي على قدمها ويُقبّلها حيث لا يقوى على النهوض ثم يجلس على سلّم الشقة وهو يبكي ويصرخ كأنّ لا حيلة له ولا قوّة. واستطاع الممثل قصي خولي ترجمة ألم ياقوت باحترافية عالية حيث كرّس جميع أدواته الدرامية من لغة جسده، تعابير وملامح وجهه وصوته مُعبّراً عن وجع ياقوت.

وفي مقابل الخط الرومنسي للعمل وقالب التراجيديا لمأساة شخصياته، لا يخلو المسلسل من مشاهِد الأكشن والإثارة ونذكر منها أحد مشاهِد خيال في شجارها مع فتيات- ضحايا العصابة حيث تُقدّم الممثلة نادين نسيب نجيم هذا النوع من الأدوار لأوّل مرة، وتلقى إشادة من محبّيها. وما لفتنا في هذه المشاهِد أنّنا نرى المستضعفين أقوياء على بعضهم البعض لكن نعتقد أنّهم جميعاً سيتّحدون في نهاية الأحداث للوقوف في وجه الشرّير الأقوى منهم للتخلص من ظلمه لهم.

في سياق متصل، لا بد من الإشادة بالصورة الإخراجية لمسلسل "وأخيراً" من حيث الألوان، الإضاءة والكادرات التي تخدم القصة وأحداثها بأسلوب مميّز خاصة في مشاهِد المطاردات والمشاجرات.
وفي الختام، السؤال الذي يطرح نفسه: كيف ستُكتب قصة حب ياقوت وخيال في نهاية العمل، فَبعد كل هذه الصعاب، هل سيُرفَع شعار "وأخيراً" انتصر الحب في وجه الكره والخير في مواجهة الشر؟!