فلسطين حاضرة في افتتاح الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي

تحت شعار "سينما من أجل الإنسانية"، انطلقت أمس الدورة السادسة من "مهرجان الجونة السينمائي" في موعد استثنائي، خيم على أجوائها الحزن نظراً لما يحدث في فلسطين.

في التفاصيل، فوجئ الجمهور ومعتادو متابعة المهرجان عبر شاشة التلفزيون بعدم بثه هذا العام، وجاء ذلك كأحد مظاهر إعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني، حسبما أكد القائمون عليه بأنّ دورة هذا العام ستكون استثنائية كي تتماشى مع طبيعة الأحداث المؤلمة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.

كما تم إلغاء فعاليات السجادة الحمراء التي يتميز بها المهرجان، واستبدالها بسجادة بلون الرمال حتى لا تكون مظهراً احتفالياً مما يخالف ذلك قواعد هذه الدورة.

ومن خلال اللقطات التي انتشرت للنجمات المشاركات في الحفل تبين حرصهن على اختيار الملابس باللون الأسود، والابتعاد عن الفساتين اللافتة للنظر، ومن أبرز هؤلاء الممثلة المصرية يسرا، التي ظهرت مرتدية ملابس سوداء كاملة، بينما ظهرت الممثلة نسرين طافش بالكوفية الفلسطينية تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.

في بداية الحفل تم عرض فيلم فلسطيني استعرض عدة مشاهد نجحت في تلخيص أزمة الشعب الفلسطيني، الذي يرغب في الحياة بسلام وانتهاء تلك الحرب التي يعيشها من سنوات، كما قدمت الفنانة التشيلية الفلسطينية إليانا أغنية "غصن الزيتون"، حيث تشارك للمرة الأولى في مهرجان الجونة.

لا يهمّني اسمك لا يهمّني عنوانك يهمّني الإنسان ولو مالوش عنوان"، هكذا بدأت يسرا كلمتها في افتتاح الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي.

وشدّدت النجمة المصرية على أن المهرجان شعاره "سينما من أجل الإنسانية"، وليس هناك أداة أهم من الفن لتذكير الجميع بإنسانيتهم، معتبرةً أن الفن سلاح، وأهدت يسرا كل لحظة في المهرجان إلى شعب عظيم، هو شعب فلسطين الذي علّم العالم أسمى معاني الإنسانية... بالقول: "إنتوا دايماً في قلوبنا وهتفضلوا في قلوبنا"

أيضاً، ألقى الممثل المصري محمود
حميدة، كلمة في بداية الحفل كشف فيه عن مدى تأثير الفن، في نقل الصورة الحقيقية للجماهير والتحفيز على التغيير، مؤكداً أنّ القهر الذي تتعرض له الدول العربية ليس مجرد فصول تاريخية، ولكنه جروح حية تتطلب الاعتراف والفهم من أجل الشفاء، وتعد الأعمال الفنية التي يقدمونها شهادة على صمود الروح الإنسانية وأملاً في وجه الظلام.

حميدة، كان من المفترض أن يطالب الحضور بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني، لكنه فاجأ الحضور برفضه، معللاً هذا الموقف بأنّ الحداد ليس تعبيراً عن الحزن فقط ولكن دافع للنسيان وهو لا يرغب في أن تُنسى القضية الفلسطينية.

لفتات إنسانية شهدها الحفل، من بينها تكريم نجوم خلف الكاميرا، إذ تم تسليط الضوء على عمال "الكلاكيت" وتوضيح أهميتهم في شريط السينما، وسلّم الممثل المصري محمد فرّاج أحدهم جائزة تذكارية وسط تصفيق وهتاف الحضور له.

الفنان أبو، اعتاد أن يقدم أغنية جديدة بالمهرجان خلال دوراته السابقة، تحمل مظاهر الفرح والسعادة، لكن هذا العام كانت طبيعتها مختلفة إذ قدمها باللغة الإنكليزية، وكشف من خلالها عن معاناة أطفال فلسطين وتعرضهم للقتل وحرمانهم من حقهم في الحياة على يد الجيش الإسرائيلي.

وشهد الحفل تكريم المخرج مروان حامد، نجل المخرج الكبير وحيد حامد، حيث تم منحه جائزة الإبداع للتميز تقديراً لما قدمه للسينما المصرية، وخلال كلمته أهدى هذا التكريم للفنان الكبير عادل إمام، حيث أكد دعمه له في بداية مشواره الفني، وفي نهاية الحفل تم عرض فيلم الافتتاح "ستين جنيه".